الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
والمختار أن الأصل بقاء حرف الجر، وأنه لا يجوز نزعه اختيارا إلا إذا قويت الدلالة عليه كاشتهار الموضع بحرف الجر، ووجد داع من دواعي نزعه كاستفاضة الاستعمال، وأريد بذلك تحقيق غرض من أغراض نزع الخافض كالاستخفاف، فإذا ما تحقق الدليل وثبت السبب لتحقيق غرض من أغراض نزع الخافض ساغ نزع حرف الجر وبقاء عمله في الاسم بعده. هذا ابن جني يحمل قراءة حمزة {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} (1) على تقدير حرف جر محذوف، أي: وبالأرحام، ويرى " أن المحذوف إذا دلت الدلالة عليه كان في حكم الملفوظ به، إلا أن يعترض هناك من صناعة اللفظ ما يمنع منه" (2) ويبين ابن الشجري بعض مسوغات نزع حرف الجر وبقاء عمله في قوله: "وإنما استجازوا إضمارمن بعد كم؛ لأنه قد عرف موضعها وكثر استعمالها فيه" (3) ويقرر السيوطي ذلك في نزع اللام في: لا أبا لك بقوله: "والذي شجعهم على حذفها شهرة مكانها وأنه صار معلما لاستفاضة استعمالها فيه، وهو نوع من دلالة الحال التي لسانها أنطق من لسان المقال" (4).وثمة مواضع اطرد فيها نزع حرف الجر مع بقاء عمله، انعقد لأجل الإبانة عنها هذا المبحث.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 260- مجلد رقم: 1
|